“أعرف أنكنّ وأنكم تدركون ما أقول تماماً. لا تستهينوا باللمس. وأرجوكم أرجوكم تجنّبوا التعميم والجزم في هذه الساعة، نحن هنا لنعرف أنفسنا أكثر، ولسنا هنا ليطرح كل منا ادّعاءاته كأنها معلومات ثابتة. اسمحوا لي بجملة أخيرة: ما الذي يبقى لنا حين تشيخ أجسادنا غير القدرة على لمس من نحبهم والرغبة في لمسهم إيانا؟”.
جميل جداً, ومحكم أكثر من رويايتيه السابقيتن.. القصة جميلة وغير معتادة.
عجبني الربط بين إذاعة وبنك, ولكن في لحظات كان لسان السرد مما سبب بعض اللخطبة.
أما المهم في هذه الرواية، أن تأثري كان على نحو إيجابي، إذ علّمتني هيفاء، أن تكرار الأمور يوميًا لا يعني "الملل" بالضرورة، بمعنى أن نمل ونصبح مملين في الوقت ذاته. ويوميًا في عملي الجديد، كلما كتبت عبارة تقليدية في الترويج لأحد التقارير والقصص الصحافية عبر "السوشال ميديا" أتذكرّ هيفاء، وأمحو العبارة، لأنني أؤمن بأنني أستطيع ابتكار أخرى جديدة وجاذبة في آن.
هذه الرواية الثالثة لـ"عبّاد يحيى".
تألّق عبّاد فيها بطرح فلسفته وتأمّلاته الجميلة بأسلوب أدبيّ ممتع. وهذا أكثر ما أعجبني في الرواية التي بدت تأمّلاً عميقًا في أحوال فئةٍ من الناس، هي "الحشو" ومن على حواشيه.
غير أنّ الرواية لم تقنعني بالنهاية المفاجئة غير المبرّرة وغير المنطقية إذا أخذنا بالاعتبار ما ورد قبلها عن الشخوص، وكذلك لم تقنعني بـ "الراوية" وعلاقتها بالشخصية الرئيسة.
Previous
Next