مساهمة في نقد الانشغال العربي بثنائية “المعرفي/الأيديولوجي : ” الحالة الفلسطينية مثالًا

يقدم هذا البحث مساهمة في نقد الانشغال العربي بثنائية المعرفي/ الأيديولوجي، انطلاقـا من القناعة بأهمية الثنائية كمدخل نقدي يسائل الإنتاج المعرفي فـي المنطقـة العربيـة، وانطلاقا من قناعة بأن النقاش العربي حولها لا يزال يعاني من القصور ويفتقر إلى ضبط استخدام المفاهيم وتحديدها، ويراوح في تعامله مع الثنائية ضمن نقـد الإنتـاج البحثـي والفكري بين مستويات عدة؛ سياسية واجتماعية وعلمية وفلسفية، ولـذلك يقـدم البحـث مساهمة نظرية لتجنب هذا اللبس وتحديد فعال وإجرائي لاستخدام الثنائية في نقد الإنتـاج البحثي الاجتماعي في سياق مكاني وزمني محدد .

ويستند البحث في بناء مساهمته النظرية على ما قدمه الباحث عبد االله العروي من محاولة لتنظيم استخدام مفهوم الأيديولوجيا وتحديد مجالاته، وإسهام محمد وقيدي في تقديم مقاربة للعلاقة بين الإبستمولوجيا والسوسيولوجيا من مدخل الاهتمام بعلاقة الأيديولوجيا بـالعلوم الإنسانية، ومساهمة أحمد بدوي المنهجية في مساءلة الإنتاج المعرفي في سـياق محـدد، وجاء البحث كنقاش مع ما قدمه هؤلاء الباحثون وإبراز لأهميته وكربط له بالثنائية علـى اعتبار أنها تقوم على تخوم السوسيولوجيا والإبستمولوجيا، ويجهد البحـث فـي تحديـد منهجية واضحة تطبق فيها الثنائية إجرائيا على اعتبار أنها تطوير علـى ثنائيـة العلـم / الأيديولوجيا .

وفي سبيل تطبيق الإسهام النظري إجرائيا، يتناول البحث الإنتاج البحثي الاجتماعي فـي الضفة الغربية في الفترة الواقعة بين إنشاء دوائر العلوم الاجتماعية في الجامعات حتـى و بداية التسعينيات أي قبيل اتفاقية أوسلو، ويقدم نموذجا لتحليل المنتج البحثي فـي ضـوء الثنائية للوصول إلى تحديد لما هو الإنتاج البحثي الذي يمكن وصفه بـ “المعرفي”، ومـا هي حدود توصيف منتج بحثي اجتماعي بـ “الأيديولوجي “.

ويخلص البحث إلى أن الفترة الخاضعة للدراسة هيمنت عليها أيديولوجيا “الالتزام الوطني” وتسربت هذه الهيمنة من المجال السياسي إلى المجال البحثي الاجتماعي، وجاءت مجلـة آفاق فلسطينية لتمثل جهدا مغايرا للسائد ضمن رؤية لدور البحث الاجتمـاعي وانفعالـه بالسائد، وتوفر في المجلة خطاب نقدي واع كان يتوفر على مقومات المضي قدما بالبحث الاجتماعي الفلسطيني نحو القطيعة مع الأيديولوجيا السائدة والإنتاج البحثي الاجتمـاعي السائد، وما يوفره تطبيق الجهد النظري إجرائيا قابل للتطبيـق علـى المنـتج البحثـي الاجتماعي في أي سياق محدد زمانيا ومكانيا، وهذا الشق من التعامل مع الثنائية مركزي في أهداف البحث وجهد الباحث

لقراءة البحث كاملا